منتديات المركز العربي للطاقات المتجددة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الذبابة البيضاء وطرق مكافحتها.........الجزء الأول

اذهب الى الأسفل

الذبابة البيضاء وطرق مكافحتها.........الجزء الأول Empty الذبابة البيضاء وطرق مكافحتها.........الجزء الأول

مُساهمة  kinan4samba الخميس أكتوبر 09, 2008 5:41 pm

مقدمة:

تعتبر الذبابة البيضاء بأنواعها المختلفة اليوم وبحق واحدة من أخطر الحشرات الاقتصادية الضارة بالمحاصيل الزراعية الهامة في العديد من دول العالم وبالرغم من صغر حجمها وجمال منظرها والدلع في حركتها، إلا أنها بالغة الضرر في مفعولها.




1- الذبابة البيضاء في البيوت الزراعية المحمية (Greenhouse whitefly) Trialeurodes vaporariorum (Westw).

تعتبر هذه الحشرة واحدة من أخطر الحشرات الضارة في الوقت الحاضر، مسجلة في 51 دولة من دول العالم بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتواجد في 32 ولاية وتستطيع أن تتطفل على 227 نوع من الأنواع النباتية تابعة 82 عائلة وهي تصيب الزهور ونباتات الزينة والخضراوات مثل البندورة، الخيار ، الفليفلة، الباذنجان ، الخس ، البطيخ الأصفر، البطاطا، التبغ، الفريز ، القطن، العنب، الكرفس ، القرنفل ، الورد ، بيلارجونيا Pelargonia الكريزانيثم Chrysanthemem فوشيا Fuchsia الخ إضافة إلى العديد من الأعشاب البرية.

عندما يصاب نبات الخيار والبندورة بهذه الحشرة فإن هذه النباتات تقل نموها بمعدل 52 سم للنبات الأول و 92 سم للنبات الثاني على التوالي مقارنة مع النباتات السليم. كما أن خسارة هذين المحصولين في البيوت الزراعية المحمية يكون بحدود 37 و 43% في حين يصل إلى 24 و 34% في الأراضي المفتوحة على التوالي.

تتكاثر هذه الحشرة على مدار السنة وتعطي 10-12 جيل في ظروف البيوت الزراعية المحمية، بينما تعطي 2-7 أجيال بالسنة في الحقول المفتوحة، وهذا يتوقف على درجات الحرارة والرطوبة ونوع الغذاء وعوامل أخرى. ومن التجارب التي قمنا بها تبين أن هذه الحشرة تعطي جيل كل 21 – 24 يوم على درجات حرارة 22-27 م ورطوبة نسبية 79-87% ولكن عند انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل المذكور فإن الفترة التي تستغرقها الحشرة لتطورها من البيضة إلى اليرةق فالعذراء ثم الحشرة الكاملة تزداد عن الفترة المشار إليها أعلاه. وعادة تتداخل الأجيال بعضها مع البعض الآخر، وعلى السطح السفلي للأوراق يستطيع أن يرى الفاحص كل أطوار هذه الحشرة من الطور الكامل إلى الأطوار غير الكاملة.



2- ذبابة القطن البيضاء، ذبابة التبغ البيضاء ، ذبابة البطاطا الحلوة البيضاء: Sweetpotato whitefly. Tobacco Whitefly, Cotton Whitefly (Bemisia tabaci Genn)


تنتشر هذه الحشرة في العديد من دول العالم، تتغذى هذه الحشرة على 322 نوع من الأنواع النباتية وفي كاليفورنيا تتغذى أيضاً على 140 نوع من النباتات البرية وهذه الأخيرة تعتبر مأوى لها. ونظراً للانتشار الواسع لعشيرة الذبابة البيضاء خلال صيف عام 1981 على معظم المحاصيل الزراعية في كاليفورنيا وأريزونا وما سببته من أضرار لهذه المحاصيل إضافة إلى نقلها للأمراض الفيروسية فإن الخسائر التي سببتها هذه الحشرة وصلت إلى 100 مليون دولار وكان نقل الإنتاج وضاحاً في الموسم المذكور بحقول القطن بسبب الندوة العسلية (Sooty molds) على جوز القطن الذي ينمو عليه فطر العفن الأسود الذي يبتع Alternaria spp وإذا كانت الإفرازات كثيفة فإنها تعيق عملية قطاف القطن وحلجه وبالتالي تخفض من قيمة التيلة التصنيعية والتسويقية.

إن حشرة الذبابة البيضاء من نوع B.tabaci تنقل العديد من الأمراض الفيروسية (حوالي ثلاثين مرض أو أكثر خلال عملية تغذية اليرقات والحشرات الكاملة على نباتات مصابة) وتستغرق عملية انتشار العدوى من النباتات البرية المريضة إلى النباتات الحساسة من بضع دقائق حتى عدة ساعات. ومن هذه الأمراض :

· تجعد أوراق القطن: وتتميز الأوراق المصابة بالاصفرار وبتجعدات وانتفاخات واضحة على السطح العلوي للأوراق، كما تظهر على البتلات وخاصة على الحواف. أما النباتات الفتية في الزراعات المحمية فتظهر متقزمة، وقرون الفاصولياء تبدو مشوهة.

· تجعد أو التفاف أوراق الكوسا: أعراض هذا المرض تشابه أعراض مرض الموزاييك وخاصة على أطراف الأوراق حيث تظهر ملتفة والعروق متضخمة مبرقشة والأنسجة متلونة. يسبب هذا المرض خسارة كبيرة على الكوسا والبطيخ الأحمر (الجبس) والفاصولياء والقرع وغيرها.

· مرض اصفرار الخس الفيروسي: لهذا المرض عوائل كثيرة من الأعشاب والمحاصيل الاقتصادية ولقد تسبب هذا المرض بخسارة كبيرة على الشوندر السكري في ديزرت بالولايات المتحدة . الصفات الظاهرية لهذا المرض تتشابه مع الأعراض التي تسببها حشرة المن.

· مرض اصفرار وتجعد أوراق البندورة الفيروسي الأصفرTYLCV: الذي يسبب العقم الثمري للبندورة، وينتشر في العديد من دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. ولقد أكدت الأبحاث المنشورة في هذا الصدد أن الحشرة الناقلة لهذا المرض الخطير هي الذبابة البيضاء من نوع B.tabaci وهي الناقل الطبيعي الوحيد وأن المرض لا ينتقل عن طريق البذور. وفي سوريا ينتشر هذا المرض بصورة رئيسية في محافظة طرطوس ويسبب خسارة اقتصادية لا يستهان بها. وتحدث الإصابات الخطيرة في العروة الخريفية وتزداد في شهر أيلول والأشهر التي تليه حتى تصل نسبة الإصابة إلى 100% في بعض الأحيان.

سبق الإشارة إلى أن الذبابة البيضاء من نوع B.tabaci تتطفل على العديد من النباتات وفي سوريا لوحظ أنها تتطفل على القطن ، البندورة ، الفليفلة ، الخيار ، الباذنجان، الفاصولياء، السمسم، العنب ، البطيخ الأصفر، البطيخ الأحمر، الشوندر السكري، التبغ ، البطاطا ، القرع الكوسا ، العديد من نباتات الزينة ، العديد من الأعشاب مثل الخبيزة Malvanicoensis والداتورة Datura stramonium وغيرها وهذه الأعشاب تعتبر مخزن للأمراض الفيروسية.

هذه الحشرة تعطي عدداً من الأجيال في السنة وذلك حسب درجات الحرارة والرطوبة وعوامل أخرى ففي إيران تعطي حوالي 10-11 جيل ، وفي فلسطين المحتلة تعطي حتى 15 جيل، وفي الولايات المتحدة تعطي جيل كل 16-35 يوم وتضع حوالي 300 بيضة خلال فترة حياتها. وفي سوريا حيث الشتاء الدافئ وفي الأماكن التي لايوجد بها صقيع تزداد أعداد هذه الحشرة زيادة كبيرة في بداية الربيع وتتطور بسرعة خلال شهر آب وأيلول حيث درجات الحرارة حوالي 30مْ وهي تعطي من 4 -5 أجيال بالمتوسط في فترة حياة نبات القطن وتعطي ضعفي هذين الرقمين في العام عند متابعة تغذيتها على النباتات الأخرى وتحتاج إلى 22 يوم لتكمل درجة حياتها من البيضة إلى الحشرة الكاملة على درجة حرارة 27مْ وهي تنتشر انتشاراً واسعاً في محافظات القطر العربي السوري دون استثناء.



3- ذبابة الحمضيات البيضاء Dialeurodes citri Ashms.(Citrus whitefly):

تصيب حوالي أكثر من 100 نوع من الأنواع النباتية المستديمة الخضرة والمتساقطة الأوراق والشجيرات وتعتبر من الحشرات التي تسبب أضراراً على الحمضيات والتين الافرنجي كما تصيب الأجاص وأشجار الغار والقهوة ونباتات كثيرة أخرى.

موطن هذه الحشرة جنوب شرق آسيا (الصين واليابان) وفي الوقت الحاضر تتواجد هذه الحشرة في العديد من دول العالم منها : سوريا، جنوب الاتحاد السوفياتي، جنوب فرنسا ، الهند ، الباكستان، جنوب أمريكا، الأرجنتين، البرازيل، تشيلي، الصين ، اليابان استراليا، الولايات المتحدة الأمريكية (فلوريدا، كاليفورنيا، لويزيانا، فرجينيا، الباما) المكسيك، جزر هاواي وهذه الحشرة تتواجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

وعندما وجدت الذبابة البيضاء D.citri لأول في ولاية كاليفورنيا عام 1906 سبب ذلك شعور بالخوف وذلك بسبب الأضرار الشديدة الذي سببته هذه الآفة في حقول الحمضيات بفلوريدا في بداية هذا القرن وإن كان هناك الآن إجراءات معينة تهدف القضاء على هذه الحشرة، لكن المؤسف أنه لايوجد حجر زراعي حول المناطق المصابة والتي تطير فيها الحشرة.

وفي سوريا تنتشر هذه الحشرة بكل مناطق زراعة الحمضيات وخاصة في المناطق الساحلية وتتطفل على أصناف الحمضيات المزروعة والخسارة الرئيسية الناتجة عن هذه الحشرة تتسبب في الندوة العسلية التي يتوضع عليها فطر العفن الأسود الذي يؤثر على عملية التبادل الغازي وعلى عملية التمثيل الضوئي، إضافة إلى امتصاص العصارة النباتية.

وقد لوحظ في المنطقة الساحلية أعداد كبيرة من بيوض وحشرات النمل على الأوراق مترافقة مع الذباب الأبيض والمن وهي تتغذى على الندوة العسلية التي تفرزها الحشرات وإن النمل يقوم بحماية هذه الحشرات الضارة ويمنع الأعداء الحيوية من القيام بمهمتها .


تبدأ ظهور الحشرات الكاملة للذباب الأبيض بأعداد فردية قليلة في هذه المنطقة مع بداية شهر نيسان وقد تستمر إلى شهر كانون أول وهذا يرجع إلى درجات الحرارة والرطوبة الجوية السائدة خلال تلك الأشهر من السنة. تشتي هذه الحشرة في طور اليرقة في المرحلة الثالثة وتكون فترة التشتية في طور اليرقة المرحلة الثانية عندما يكون فصل الشتاء دافئ، كما حصل في بعض السنوات الدافئة بالمنطقة الساحلية.

لم يحدد تاريخ دخول هذه الحشرة إلى القطر ولكن على الأرجح في أوائل السبعينات أو قبل ذلك بقليل، ولكن بعام 1973 تكاثرت هذه الحشرة بأعداد هائلة فلم يخل منها بستان أو حتى حديقة منزلية مزروع بها حمضيات في محافظة اللاذقية. ويعتقد أن هذه الحشرة دخلت القطر من الدول المجاورة أو عن طريق الغراس المستوردة والمحتوية على اليرقات والعذارى.

الحشرات الكاملة ذكوراً وإناثاً متشابهة بالشكل الخارجي، والذكور أصغر قليلاً في الحجم من الإناث ونهاية البطن رفيع وطويل ويساوي طول الأجنحة أما نهاية البطن في الإناث فهو قصير وعريض وأقل طولاً من الأجنحة. البيوض صغيرة الحجم طولها 0.25مم تتوضع على السطح السفلي للأوراق الفتية وتخرج اليرقة من الغلاف القشري الذي يبقى عالقاً على سطح الأوراق وكذلك جلود الانسلاخ الذي خرجت منها الحشرة الكاملة لمدة سنة وهذا ما يعيق عملية التمثيل الضوئي للأوراق، وإذا فحصنا ورقة مصابة من الناحية السفلية فإننا نستطيع أن نرى عشرات الأفراد على الورقة الواحدة. هذه الحشرة تتطفل على الأوراق ولم نلاحظ تطفلها على الثمر أو الأفرع.

لا تستطيع هذه الحشرة الطيران لمسافات طويلة ويلاحظ أنها تنتقل من شجرة إلى أخرى وبهذه الطريقة تستطيع أن تنتشر وتصيب العديد من البساتين.



وقاية النبات من أضرار الذباب الأبيض:

نتيجة التجارب الكثيرة التي قمنا بها والتي امتدت سنوات عديدة ثبت أن مكافحة الذباب الأبيض أمر في غاية الصعوبة وهذا يرجع في رأينا إلى عدة عوامل منها:

1- هذه الحشرة ذات كفاءة حيوية وإن قدرة كفاءتها التناسلية عالية.

2- تضع أعداد كبيرة من البيوض

3- انخفاض نسبة الموت الطبيعي للأطوار المختلفة لهذه الحشرة.

4- إعطاء هذه الحشرة عدة أجيال في السنة حيث أنها تعطي جيل كل 21-24 يوم وهذا يرجع بالطبع إلى درجات الحرارة والرطوبة ونوع الغذاء..الخ.

5- العديد من المبيدات الحشرية المستعملة في مكافحة هذه الحشرة تؤثر فقط على الحشرة الكاملة بينما تأثيرها قليلاً على الأطوار غير الكاملة إذا استعملت بالتركيزات المسموح بها وهذا يرجع لوجود طبقة شمعية على هذه الأطوار والتي تجعلها بمعزل عن وصول المبيدات إليها والقضاء عليها.

6- اكتساب هذه الحشرة صفة المقاومة للعديد من المبيدات الحشرية المستعملة في المكافحة، مما يزيد من صعوبة القضاء على هذه الحشرة وكذلك ظهور تصالب المقاومة وتعدد المقاومة عند العشيرة الحشرية موضوع المكافحة.

7- تواجد الأطوار الكاملة والأطوار غير الكاملة لهذه الحشرة على السطح السفلي للأوراق مما يجعل عملية التقاء المبيد المعامل مع الحشرة أمراً صعباً، خاصة إذا تواجدت هذه العشيرة الحشرية على الخضراوات والقطن.. وغيره من النباتات الأرضية بعكس الحال مما هو على الأشجار مثل الحمضيات.

8- مع أنه يوجد العديد من المبيدات الحشرية المستعملة في مكافحة الحشرات الضارة إلا أن هذه المبيدات تنتمي بصورة رئيسية إلى مجموعتين أساسيتين وهي المبيدات الفوسفورية العضوية والمركبات البيريثرويدية الصنعية، ولذا يجب الحذر الشديد عند استعمال المبيدات الحشرية لأنه إذا اكتسبت هذه الحشرة مقاومة لأحد المبيدات الحشرية التابعة لأحد المجموعتين فمن الصعب أن تؤثر عليها العديد من المبيدات التابعة لنفس المجموعة الكيميائية وهذا أمر غاية في التعقيد إذا لم ندرس حساسية العشيرة الحشرية للمبيدات المستعملة وكذلك حساب معامل المقاومة Resistance Index (RI) للعشيرة موضوع المكافحة.

9- إن تكرار عملية المكافحة للقضاء على الذبابة البيضاء وخاصة في البيوت الزراعية المحمية يزيد أيضاً من الصعوبات خاصة إذا علمنا على سبيل المثال أن ثمار البندورة والخيار المزروعة في تلك الأماكن تقطف على فترات متقاربة وهذا من المحتمل أن يؤدي إلى وجود متبقيات للمبيدات على هذه الثمار، إذا لم نأخذ في الحسبان هامش الأمان لهذه المبيدات وإذا لم نستعمل مبيدات تتحلل بسرعة بتأثير الضوء بحيث لا ينشأ عن متبقياته أية خطورة بعد استخدامه .
kinan4samba
kinan4samba

عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 06/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى